حب الله تعالى....

حب الله تعالى
اللهم ارزقني حبك وحب من يقربني إليك

خير بداية للحديث عن حب الله هي الآية الكريمة التي فيها وعدٌ من الله سبحانه وتعالى للإنسان المؤمن المحب والمطيع في أن يبعث له من يحبه ويعينه على نوائب الدهر حيث يقول عزّ من قائل: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً". ومن حصّل حب الله تعالى يكون قد حصّل على خيري الدنيا والآخرة حاملاً بيده ثمرة حُبه ألا وهي الإيمان وفي ذلك قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من أحب".

وتعالوا بنا لنتعلّم من السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها هذين البيتين:
تعصي الإله وأنت تدّعي حبّه هذا لعمري في الفعال شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

وما رأيكم لو نقف على مشهد من مشاهد حب الله حتى تتبدى لنا أهمية طاعة الله وذلك عندما كان سيدنا يوسف عليه السلام ماشياً بفخامة الملوك ومعه حاشيته نظرت إليه زليخة بعين الإعجاب قائلة : "سبحان الذي صيّر العبيد ملوكاً بطاعته". فبعدما كانت هي الملكة أصبحت عبدة بمعصيتها وبعدما كان هو العبد أصبح ملكاً بطاعته لله ...

وبالتالي فعلى من يطمح في حب الله تعالى أن يجد ويجتهد حتى يصل إلى ذروة مبتغاه ألا وهو التأييد والنصر والمحبة والحفظ من حضرة الله سبحانه وتعالى له كما قال الله تعالى في الحديث القدسي : "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولسانه الذي ينطق به".

هذا ويتساءل البعض لما نحن نحبّ فلاناً من الناس؟ فنردّ عليهم ببساطة لأن الله قد أحبه ونادى فيه جبريل استناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أحبَّ الله عبداً نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبّه فيحبه جبريل ويقول للملائكة إن الله يحب فلاناً فأحبوه ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض". فهنيئاً لمن يحبه الله .. وهل نادى الله جبريل فينا ؟؟ ولو نظرنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد عندهم حباً يصل بهم إلى التضحية بالروح. وها هو صحابي جليل قبل أن يذهب إلى المعركة يقول : " اللهم إني أقسم عليك أن ألقى عدوّي غداً فأقاتله فيك فيقتلني ويجدع أنفي وأذني ثم آتيك غداً فتقول لي يا عبد الله من جدع أنفك وأذنيك فأقول فيك وفي رسولك فتقول لي صدقت".

وروي في الأثر : " يا عبدي أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محباً ". ولقد مر سيدنا المسيح عليه السلام على قومٍ فنظر إليهم قائلاً : "أخبروني عن عبادتكم وطاعتكم وعلاقتكم بربكم"، فقالوا له: "نحن نخاف النار". ومن ثم نظر لقومٍ آخرين قائلاً: "أخبروني عن علاقتكم بربكم"، فقالوا: "نحن نرجو الجنة". فنظر لهاتين المجموعتين وقال: "خفتم من مخلوق ورجوتم مخلوقاً" - يعني أن الجنة والنار مخلوقان - ومن ثم نظر لمجموعة ثالثة سائلاً إياهم ذات السؤال .. فقالوا له: "نحن نعبد الله حباً به وتعظيماً له". فقال: "إنكم أولياء الله حقاً معكم أمرت أن أكون". هذا يعني أن المرء مع من أحب. وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام: "كيف لنا أن نكون معك غداً يوم القيامة وأنت نبي والأنبياء لهم مقام بالدرجات العلى؟" فردّ عليهم قائلاً : "المرء مع من أحب". فما فرح الصحابة بشيء مثل سرورهم بهذه الكلمات.

ونصحنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بحب الله قائلاً : "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه" هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يقول الرسول " :أحبوني لحب الله إياي". هذا يعني أن نوجّه حبنا إلى من يحبه الله ومن ذلك حب الأنبياء وحب من يحبهم من العلماء وحب كل من يقربنا إلى الله من نصرة دينه وخدمته. وهذا خير المعلمين محمد يعلمنا قائلاً : " اللهم ارزقني حبك وحب من يقربني إلى حبك وحب عمل صالح يقربني إليك".

قال تعالى : " يحبهم ويحبونه ". اللهم اجعل لنا نصيباً من هذه الآية، ويا واجد يا ماجد لا تزل نعمة أنعمتها علينا يا كريم.

اللهم اجعلنا ممن يحبونك وتحبهم
وزين في قلوبنا الايمان
وجنبنا معصيتك وحبب الينا اتباع اوامرك
شكر اللؤلؤ على النقل الرائع
موضوع في قمة الروعة
تقبل مروري لاخلا ولاعدم

مشكور أخي على المرور

» الفرق بين (إنشاءالله ) و (إن شاء الله ) فرق خطير
» الحياه مع الله
» ماأعظم جنود الله؟؟؟
» لقد بكى علينا رسول الله
» رحمك الله يا أبا جهاد